شاهدت الكاتبة العراقية
بتول الخضيري حرب الخليج في لندن من خلال أعين وسائل الإعلام وخطابات من
بغداد تصف حالة من الفوضى لا تنتهي وسط الخوف والفزع والظلام.
وتقول الكاتبة في
روايتها "كم تبدو السماء قريبة" "كنت مدمرة لأن أسرتي كانت بالداخل وأنا
بالخارج، أرى الظلام وكرات اللهب وبلدي يدمر.. أصابنا الشلل".
وتحكي الرواية قصة فتاة
ولدت في العراق لأب عراقي وأم إنجليزية وتقول الكاتبة إنها تعطي لمحة عن
نظرة الغرب لقضية ما ونظرة الشرق لنفس القضية لأن بطلة الرواية عايشت
الحرب العراقية والإيرانية في بغداد في حين تابعت حرب الخليج عام 1991 عن
بعد من لندن.
وفي جزء من الرواية تجلس
البطلة في مقهى وتقرأ عناوين الصحف التي تشير إلى قرب انتهاء المهلة
الممنوحة ومقترحات بشأن إجراء مفاوضات وفشل هذه المفاوضات، كما تشارك
البطلة في مظاهرات من أجل السلام في وقت تحشد فيه الولايات المتحدة قوة
ضخمة في منطقة الخليج.
وتعكس الشخصية الرئيسية
حياة الكاتبة ذاتها فوالدها عراقي ووالدتها أسكتلندية. وعاشت الكاتبة (37
عاما) في العراق حتى الرابعة والعشرين من عمرها قبل أن تنتقل إلى لندن ثم
الأردن.
وتقول إن الرواية ليست
سيرة ذاتية ولكنها مستلهمة من خبراتها موضحة "كنت أرعى والدتي المصابة
بالسرطان في ذلك الوقت وكان عذابي مزدوجا، كنت أجلس إلى جوارها أتابع
الأخبار وأكتب ما يعتمل داخلي مازجة بين الوقائع الفعلية وما يدور في
مخيلتي".
ويتناول الجزء الأول من
الرواية طفولة البطلة ويبين التناقض الصارخ بين ثقافة الأم والأب. وقالت
الخضيري إن الرواية ليس لها أهداف سياسية ولكنها تأمل أن تساعد في تضييق
الفجوة بين الشرق والغرب، وتابعت بقولها "ككاتبة لا يمكنني أن أغير
شيئا.. ولكن يمكن على الأقل أن أمد جسرا بين الثقافات حتى يفهم الناس
بعضهم البعض بشكل أفضل".
وأوشكت الكاتبة على
الانتهاء من روايتها الثانية التي تتناول آثار العقوبات التي تفرضها
الأمم المتحدة على العراق منذ حرب الخليج، وتأمل أن تصدر باللغتين
العربية الإنجليزية في آن واحد في غضون عام مضيفة أنها تدور حول آثار
الحظر على البنية الأساسية وما نجم عنه من خلل في الهيكل الاجتماعي "فهي
نوع من الدراسة النفسية لما كان عليه حال المواطن العادي وما آل إليه بعد
10 أو 12 عاما". |